أعرف أن هنالك الكثير من التطبيقات والمواقع التي تساعد الفرد على مراقبة نفقاته المالية، عربية كانت أم أجنبية، لكني كنت أمر عليها مرور الكرام، فلم أكن أحتاج لأي منها، فالأمور تمشي على ما يرام والنفقات تخرج من الجيب بالقدر المتوقع، وربما تساءلت أحياناً عن جدوى تلك البرامج والمواقع، فليست المهمة الموكلة إليها ذات أهمية كبيرة، كان ذلك هو رأي حتى الشهر المنصرم، حين توجهت باهتمام نحو قوقل بلاي باحثاً عن أفضل تلك التطبيقات كي تساعدني في مراقبة نفقاتي ومصاريف الحياة التي باتت تتشعب أكثر فأكثر.
قد لا تبدو تلك التطبيقات ذات أهمية بالنسبة للشاب الذي لم يدخل بعد معترك الحياة الحقيقية، لكن مع التقدم في العمر وزيادة ضغوط الحياة على الفرد، وخاصة بعد أن يكبر العيال ويدخلون المدارس، حينها يتحول الجيب الواحد إلى عدة جيوب، فالجميع يحتاج لنفقات، والطلبات تزداد من كل جانب، وحينها يعرف فعلاً رب الأسرة قيمة تلك التطبيقات التي تساعده لمراقبة نفقاته.
ثم إن الحياة اليوم لم تعد تساعد الفرد منا على الإدخار والتوفير، لم تعد مطالب الإنسان واحتياجاته مقتصرة فقط على الطعام والسكن واللباس، تلك الأشياء أصبحت من ضمن مئات المطالب التي أصبح الإنسان مريداً لها، فالتقنية اليوم تخرج لنا كل سنة آلاف المنتجات الجديدة والحلول المبتكرة التي تغرينا لاقتنائها، وحتى إن تمكنت من ضبط نفسك وإقناعها بعدم الحاجة لأي من تلك الكماليات، سيأتي إليك ابنك أو بنتك يلحون عليك لشرائها، إذا نحن أمام حقيقة لا مفر منها، نفقات الإنسان المعاصر أصبحت كثيرة ومتشعبة.
تطبيقات مراقبة الميزانية
مراقبة أين يذهب المال هي الخطوة الأولى والأهم في سبيل ترشيد النفقات، وفي هذا المجال هنالك عدة تطبيقات برعت في أداء هذه المهمة وأدت ما عليها وأكثر، فمن خلال الإحصائيات والرسم البياني سوف تعرف أين يذهب المال بالتحديد، وعليك إتمام المهمة بعذ ذلك، أن تضبط الميزانية وتلتزم بقرارات شخصية تتخذها مع نفسك أو مع أفراد العائلة.
دعونا نستخدم تلك القطعة الإلكترونية التي لا تفارق جيوبنا (الهاتف الذكي) لمساعدتنا في هذا الأمر، فبينما تُخرج بعض المال من جيبك الأيمن؛ يبقى الهاتف الذكي مكانه في جيبك الأيسر، يراقب تلك الأموال وهي تتدفق خارجاً في صمت وهدوء عجيب، دون أن يحرك ساكناً أو يساهم في حل المشكلة، لذلك أدعوك وأقول: أقحمه في الموضوع، لا تجعله متفرجاً بعد اليوم، استخدمه عند كل عملية شراء أو دفع، دعهُ يرصد ويسجل ويحسب، ثم اطلب منه الإحصائيات آخر كل شهر.
سوف أوفر عليك عناء البحث عن التطبيق المناسب لأداء مهمة مراقبة النفقات وإدارة الميزانية، فعبر سطور هذا التقرير، سأعرض لك بعض التطبيقات المميزة (للأندرويد والآيفون) التي حصلت على تقييمات عالية في متاجر التطبيقات، والتي جربتها بنفسي -وهذا العنصر الأهم- من أجل استخدامها ومن أجل تحليلها لمعرفة أهم المميزات والعيوب، ثم عرضها في هذا التقرير بشكل لائق.
1. تطبيق “مصاريف” (أندرويد) (آيفون) (وندوز فون)
أحببت أن يكون أول تطبيق أجربه هو تطبيق عربي تصميماً وواجهةً، فقد لفت انتباهي هذا التطبيق الذي حصل على تقييم 4.6 من أصل 5 (متوسط أكثر من 6 ألف تقييم)، وأول ملاحظة على التطبيق هي سهولة الاستخدام وجمال وبساطة التصميم، ففي البداية يقدم لك جولة سريعة لطريقة استخدام التطبيق، وحتى بدون تلك الجولة، ستتمكن من التكيف مع التطبيق بسهولة من أول جلسة.
في البداية تقوم بتحديد راتبك الشهري وبعض المعلومات الأساسية ثم تبدأ بإدخال النفقات، وعملية إدخال النفقات سهلة وسلسلة، لكن وعلى صعيد آخر، هو تطبيق يوفر الكثير من الخصائص والمميزات، ويوفر مرونة عالية تساعد المستخدم على تكييف التطبيق حسب احتياجاته.
هنالك “بنود للصرف” جاهزة يمكنك الاختيار من بينها مباشرة، حيث لا يتطلب منك إدخال صرفية جديدة سوى إدخال المبلغ واختيار البند، بالطبع هنالك بنود فرعية، فبند الطعام يحتوي على بنود فرعية مثل (إفطار – غداء – عشاء ….الخ) لكن الميزة الأهم هي إمكانية تغيير تلك البنود والتحكم بها (حذف وإضافة) سواءً الأساسية أو الفرعية، وهو ما يوفره هذا التطبيق وغيره من التطبيقات الاحترافية.
يوفر البرنامج خاصية “المدخرات” وهي مبالغ توفرها كل شهر من أجل تحقيق أهداف معينة على المدى البعيد، فأنت قادر على أن تحدد تلك الأهداف ومن ثم إضافة مبلغ كل شهر إلى المدخرات لتشاهد أمام عينيك المبلغ وهو يزداد وتحقيق الهدف وهو يقترب شهراً بعد شهر.
صفحة الإحصائيات هي من أهم الصفحات في هذه النوعية من البرامج، وفيها تشاهد الرسم البياني لصرفياتك الشهرية وتفاصيل النفقات، وهنا يجب أن ننوه إلى وجود ميزة وعيب في نفس الوقت، الميزة أن التطبيق يعرض لك نسبة الصرف في كل بند “فرعي”، بمعنى أن صرفياتك في طعام (الغداء) تظهر بلون مختلفة عن صرفياتك في طعام (العشاء) وهذا أمر جيد، لكن العيب أنه إلزامي وليس اختياري، بمعنى أن المستخدم قد يحتاج لأن يستعرض (بداخل الرسم البياني) كم صرف على الطعام بشكل عام وليس على الغداء فقط، وهذا ما لا يدعمه التطبيق في صفحة الإحصائيات.
بشكل عام صفحة الإحصائيات تتطلب بعض التطوير لتصبح أكثر احترافية، فمثلاً لا يوجد رسم بياني يقارن بين صرفيات الأيام بعضها ببعض، أو الأسابيع أو حتى الأشهر، هنالك أرقام لكن لا يوجد رسم بياني، ويمكن أيضاً التقدم خطوة وعمل إحصائيات لمقارنة الصرف لكل بند على حدة خلال الأيام أو الأشهر.
من المميزات أن البرنامج يقسم بنود الصرف إلى (أساسي) و (كمالي) ويظهر الملخص في الإحصائيات، وهي خاصية جميلة تعرف من خلالها هل تنفق الكثير من المال على الكماليات (يمكن تحديد كل بند منذ البداية على أنه كمالي أو أساسي)، أيضاً هنالك خاصية التذكير إن مر يومك بدون أن تسجل مصاريفك، لكن أحد العيوب التي واجهتني هي عدم التمكن من تغيير تاريخ الصرفية أثناء الإدخال، يمكن فقط تغييرها بعد الإضافة عند عمل تعديل على الصرفية (وكذلك هو الحال في إدخال تفاصيل الصرفية).
2. تطبيق “Monefy” (أندرويد) (آيفون) (وندوز فون)
قد لا تجد في هذا التطبيق الكثير من الخصائص المتوفرة في تطبيق (مصاريف) السابق، لكن أبرز ميزة فيه هي واجهة الاستخدام وجمال التصميم، وهي ما قد يكون السبب الرئيسي في أن متجر التطبيقات (قوقل بلاي) قد اختاره ليكون واحد من توصيات المحررين (Editors’ Choice)، كما أنه قد حصل على تقييم عالي في متاجر التطبيقات وحظي بأكثر من مليون مستخدم عبر متجر قوقل بلاي.
التطبيق له طريقته الخاصة في إدخال وعرض البيانات، واجهة رئيسية سهلة تقودك لبقية الأجزاء، يوفر التطبيق الخصائص الرئسية لكنه يفتقر للكثير من الخصائص التفصيلية وكذا الإحصائيات والرسوم البيانية التفصيلية، لكنه خيار جيد لمن يريد تدوين النقفات بشكل سريع دون التعمق في الكثير من التفاصيل.
لا يمكن التحكم في بنود الإنفاق في النسخة المجانية، كما لا يوجد بنود فرعية، فقط بنود أساسية تم تعريفها مسبقاً، ويمكنك إخفاء أو إظهار ما أردت منها أو تغيير الأيقونة الخاصة بها فقط، وكل بند يظهر في واجهة التطبيق عبر الأيقونة الخاصة به ويظهر لك حجم الإنفاق عليه في ذلك اليوم أو أي يوم تختاره (أو في الأسبوع أو الشهر بالكامل)، وحين التمرير إلى الأعلى ستظهر لك تفاصيل الإنفاق بالكامل مقسمة حسب البنود وبشكل وتصميم أنيق.
التطبيق للأسف لا يوفر واجهة باللغة العربية، لكن يمكن تغيير العملة إلى عملة بلدك المحلية، وأيضاً يوفر خاصية تصدير البيانات إلى ملف خارجي، وهنالك ميزات أخرى (منها التحكم في التصنيفات) لكنها في النسخة المدفوعة وليست المجانية.
3. تطبيق “Money Manager” (أندرويد) (آيفون)
هو من التطبيقات المشهورة في متجر (قوقل بلاي)، فهنالك أكثر من 100 ألف شخص قام بتقييم هذا التطبيق، أما متوسط التقييمات فهو 4.6 من أصل 5 نجمات.
يحاول هذا التطبيق أن يجمع بين بساطة الاستخدام واحترافية الأداء، فهو يمكن المستخدم من التحكم في أجزاء عديدة، أهمها تعديل التصنيفات وإضافة تصنيفات فرعية حسب الرغبة، كما يقدم احصائيات أكثر شمولاً من التطبيقات الأخرى.
إضافة النفقات تتم عبر أيقونة (+) الدائرية المتواجدة بشكل مستمر في الشاشة الرئيسية، وحين إضافة صرفية جديدة يمكن للمستخدم تحديد تاريخ مختلف وكتابة وصف لما تم شراءه، وبالتأكيد تحديد التصنيف أو البند الذي تم الإنفاق فيه هو أمر أساسي عند الإضافة والإدخال (يمكن أيضاً إضافة صورة مرفقة ضمن معلومات الصرفية).
على عكس تطبيق (مصاريف)؛ لا يعرض لك هذا التطبيق رسومات بيانية لما تم إنفاقه في (التصنيفات الفرعية)، فهو يعرض إحصائيات التصنيفات الرئيسية فقط، أما ما بقي من بيانات فتشاهدها عبر الأرقام والنسب المؤية، لكن وبشكل عام؛ الإحصائيات المقدمة في التطبيق مقبولة إلى حد بعيد.
خاصية النسخ الاحتياطي متوفرة عبر عدة خيارات، إما عبر خدمة (Google Drive) أو بداخل الجهاز نفسه، كما يمكن تصدير البيانات وإرسالها إلى إيميل تختاره أنت، ويمكن أيضاً أن تستخدم كلمة مرور بحيث لا يتم الدخول للتطبيق ورؤية أرقامك إلى أنت فقط (أو من يعرف كلمة المرور) وهي الخاصية المتوفرة أيضاً في تطبيق (مصاريف) وفي النسخة المدفوعة من تطبيق (Monefy).
للأسف التطبيق لا يوفر واجهة باللغة العربية، لكن بإمكانك تعديل أسماء التصنيفات أو حذف السابقة وإنشاء تصنيفات جديدة بأسماء عربية، ولن يكون التعامل مع بقية اجزاء التطبيق بالأمر الصعب حتى لو لم تكن أنت واللغة الانجليزية في انسجام.
4. تطبيق “Wallet” (أندرويد) (آيفون)
يتوسع تطبيق (Wallet) فيما يخص تفاصيل عمليات الشراء، لكن في نفس الوقت يحاول المحافظة على بساطة الاستخدام، فعندما يقوم المستخدم بإضافة صرفية جديد، يمكنه كتابة المبلغ واختيار التصنيف ثم المضي سريعاً، أو سحب السهم الجانبي الذي يُظهِر بقية التفاصيل، وفيه عدة مربعات للإدخال، مثل الوصف، التاريخ والتوقيت، إسم البائع، مكان الشراء، وصورة الإيصال إن وجد.
التطبيق يتسم بالبساطة في التصميم والسهولة في الاستخدام، الواجهة الرئيسية تحتوي على مساحات (مربعات) يمكن التحكم بها وإظهار ما تريد منها أو إضافة مربعات أخرى (مثل مربع لعرض الإحصائيات أو مربع لعرض تفاصيل عمليات الشراء السابقة …الخ)، وفي بداية الاستخدام يأخذك التطبيق في جولة سريعة لتتعرف على طريقة استخدامه، لكنه يتطلب التسجيل عبر البريد الإلكتروني في بداية الأمر (أو عبر حساب فيسبوك أو قوقل).
للأسف لا يمكن تعديل أسماء التصنيفات الرئيسية أو إضافة جديدة، لكن يمكن التحكم والتعديل على التصنيفات الفرعية بداخل كل تصنيف رئيسي، فهنالك تصنيفات معرفة مسبقاً في التطبيق لا يمكن تجاوزها أو تغيير اسمها، وهذه أحد العيوب الرئيسية في التطبيق.
هنالك بعض الخصائص الإضافية، مثل إضافة قائمة بديونك الشخصية (Debts)، بحيث تحدد موعد السداد ومن ثم يظهر شريط ملون يتقدم كلما اقتربت من الموعد، خاصية أخرى هي إمكانية ربط التطبيق بحسابك البنكي لمعرفة عمليات الشراء التي تقوم بها عبر بطاقات الدفع (يدعم بعض الدول فقط)، كما يمكن إضافة بيانات خارجية من ملف إكسل أو CSV.
5. تطبيق “Money Lover” (أندرويد) (آيفون) (وندوز فون)
إحدى الميزات التي يسوق التطبيق نفسه بها هي إمكانية تصوير الفاتورة او إيصال الدفع للتعرف التلقائي على محتوياتها وإضافة عنصر جديد إلى القائمة، لكن المشكلة أن الخاصية عند تجربتها لأول مرة لم تعمل، فهي لازالت في طور المرحلة التجريبية.
وبغض النظر عن خاصية مسح الفواتير، يتميز التطبيق بسهولة الاستخدم وبساطة التصميم، حيث يمكن البدء باستخدام التطبيق وفهمه من أول جلسه، لكن في البداية يجب عليك التسجيل عبر إيميلك أو حسابك في فيسبوك ثم تحديد المبلغ الأولي الذي تمتلكه في محفظتك، ثم البدء بالاستخدام.
مثلما هو الحال في تطبيق (Wallet)، يمكن إضافة تفاصيل كثيرة لكل عملية شراء، لكنه أمر اختياري، فالتفاصيل الأساسية هي المبلغ والتصنيف، ثم بإمكانك إضافة الوصف والحساب والموقع وحتى الصور المرافقة لكل عملية شراء (وعدد آخر من الحقول)، كما يمكن أيضاً تغيير التاريخ والوقت الذي تمت فيه عملية الشراء.
ميزة أخرى تزيد من مرونة التطبيق، هي التحكم والتعديل على أسماء التصنيفات، يمكن التعديل على التصنيفات المعرفة مسبقاً وتغيير أسماءها إلى العربية أو أي لغة أخرى، أو يمكن إضافة تصنيفات جديدة أو تصنيفات فرعية واختيار الأيقونات المناسبة لها من بين مكتبة الأيقونات الجميلة التي يوفرها البرنامج.
هنالك عدد جيد من الخصائص والمميزات التي يوفرها البرنامج الذي يتوفر بعدة لغات (ليس من بينها العربية) وقد تكون أهم ميزة هي تصميمه الجميل وسهولة استخدامه، لكنه يفتقر إلى تقديم إحصائيات رسومية تفصيلية واحترافية، حيث يمكن -فقط- استعراض الإحصائيات الخاصة بكل شهر أو فترة زمنية تحددها أنت، وسوف تظهر جميع البنود وهي تأخذ نصيبها في الكعكة التي تمثل المبلغ الإجمالي.
ختاماً … كانت تلك 5 من أفضل تطبيقات إدارة الميزانية ومراقبة النفقات الحياتية، اختر منها ما تريد وما يلبي احتياجك، أما إن لم تجد فيها الخصائص المطلوبة، فخذ نظرة سريعة على التطبيقات التالية -والتي حصلت على تقييمات جيدة كذلك- فقد تجد فيها ما يناسبك:
- تطبيق “Mobills” (أندرويد) (آيفون)
- تطبيق “Expense Manager” (أندرويد)
- تطبيق Expense manager (آيفون)
- تطبيق “Fast Budget” (أندرويد)
التدوينة تجربة وتحليل أفضل 5 تطبيقات لإدارة الميزانية ومراقبة النفقات ظهرت أولاً على عالم التقنية.
0 تعليقات