نجحنا في موقع عالم التقنية في استعراض أكثر من 50 تطبيق وموقع عربي جميعها تهدف لتقديم أدوات تُغطّي جانب اجتماعي مُختلف، وتتميّز بكونها مُتشرّبة -بنسبة كبيرة- للمجتمع العربية وثقافته، فهي تأتي لتلبية حاجة موجودة في السوق أولًا وأخيرًا.
يُمكنك أن تجد تطبيقات للبحث عن المفقودين، وأُخرى لتبادل الهدايا. تطبيقات لمشاركة التجارب اليومية بشكل مكتوب، وتطبيقات للبحث عن الأضاحي أو عن أصحاب المهن والمهارات اليدوية وغيرها الكثير. وقبل تلك المبادرة، كانت هناك تطبيقات عربية أُخرى مثل صراحة أو بديل (الذي قُمت شخصيًا بتطويره).
بنظرة خاطفة على تلك المشاريع، وبعد حديث جرى على شبكات التواصل الاجتماعي، كانت هناك نتيجة أو اعتقاد أن تلك التطبيقات ستندثر وتختفي مع مرور الوقت، أو أنها بشكل عام ستنجح في جذب الاهتمام لفترة من الزمن قبل أن تتباطئ حركتها لتبقى ساكنة على حالها في أفضل الأحوال، أو قد تختفي من الشبكة بشكل كامل. وهذا دفعني للتفكير بشكل عميق حول السبب خصوصًا مع وجود مشاريع اجتماعية وأدوات عالمية نجحت في النمو والمُحافظة على تواجدها، ولم تواجه مصير التطبيقات والمواقع العربية منها “سوارم” Swarm أو “كورا” Quora.
على أرض الواقع، وما تنجح تلك المواقع بالقيام به هو جمع البيانات فقط، أي إتاحة أداة للقيام بوظيفة ما ولتكن العثور على المفقودين. هذا يعني أن المستخدم بحاجة لتسجيل حساب إما لنشر حالة عثر عليها أو للبحث عن حالة مفقودة فقط لا غير، وبهذا الشكل تنتهي وظيفة التطبيق بالأساس. لو طبقّنا نفس الأمر على فيسبوك مثلًا، في بداياته، فإنه كان وسيلة للبحث عن الأصدقاء والاتصال بهم ونشر الحالة والصور وما إلى ذلك، وهنا تنتهي الوظيفة.
لكن فيسبوك، عكس تويتر وغوغل بلس، لم تكتفي بما لديها من بيانات ولم تقم بزيادة رقعة البيانات التي تجمعها فحسب، بل قامت بالبحث عن أفضل السُبل لاستغلال تلك البيانات في صالح المستخدم. فبعد إضافة مجموعة من الأصدقاء تبدأ بتقديم اقتراحات لأصدقاء آخرين بناءً على طلبات صداقة قام بها بقيّة الأصدقاء، فإذا كان محمد صديق زيد، وزيد صديق فراس، من الممكن أن يكون محمد وفراس أصدقاء كذلك.
ولم تكتفي بهذا فقط، فعند متابعة صفحة رياضية مثلًا، تبدأ المشاركات والصور والفيديو المُتعلّقة بنفس الموضوع بالظهور كاقتراحات ووصول أفضل للمحتوى. هذا يعني أنها على دراية بنوع كل منشور وتصنيف الصفحة المسؤولة عنه، الأمر الذي سمح لها بالتوسّع أكثر فأكثر. أما التطبيقات العربية، فهي غالبًا ما تكتفي بما لديها، أو بالغاية الرئيسية التي وجدت من أجلها، إلا من رحم ربّي.
تطبيق صراحة مثلًا بدء بتطوير خاصيّة العثور على الأصدقاء بعد البحث في قائمة أسماء المُستخدم، إلا أنه تراجع عنها، ولا أدري ما الذي حلّ بها لأنني لم أعد استخدمه. وهذا مثال على الاستفادة من البيانات الموجودة لتقديم شيء آخر بشرط التحرّك سريعًا وعدم المُماطلة.
باختصار، تحتاج التطبيقات والمواقع العربية، بعد الوصول لغايتها الأساسية، إلى الاستفادة من البيانات الموجودة لديها وتوفير ترابط تسمح من خلاله للمستخدم بالحصول على فائدة أُخرى. فمثلًا تطبيقات العثور على المفقودين يُمكن أن تتعاون مع جهات إغاثة أو منظّمات لتقديم تلك البيانات لها لتبادل الفائدة وتوفير ملجأ أو مأوى للأشخاص الذين عُثر عليهم. أما تطبيقات البحث عن أصحاب المهن، فهي مثلًا قادرة على توفير بوابة خاصّة لأصحاب المُجمّعات التجارية والسكنية لتوظيف تلك الكفاءات عن طريق الموقع، وهذه أمثلة بسيطة في ظل وجود استخدامات أعمق لتلك البيانات.
التدوينة ما الذي ينقص التطبيقات الاجتماعية العربية ويمنعها من النمو والاستمرار ظهرت أولاً على عالم التقنية.
0 تعليقات