أصبح فايسبوك جزءًا كبيرًا من حياتنا حيث أنه مع وجود ما يقرب من مليار مستخدم شهريا يمكن للمرء التواصل مع الطرف الأخر بسهولة خصوصا مع الإضافات التي تتلقها الشبكة من حين إلى آخر التي تسهل عملية التواصل هاته مثل ميزة تفاعل المستخدم في المنشورات و تحديث الحالات ونشر الصور والتعليق و "الإعجاب" و غيرها ، و نظرًا لإمكانية الوصول وسهولة استخدام الفايسبوك ، فلا غرابة أن تجد الألاف من الأشخاص مدمنون على هذه الشبكة الاجتماعية ، و قد تسأل ما الخطأ إذا كنت تستخدم Facebook بشكل متكرر فقط كوسيلة للترفيه أو للبقاء على اتصال بأصدقائك؟ فليس هناك أي حرج.
في الحقيقة أنه عندما تبدأ أنشطة فايسبوك في التدخل في حياتك اليومية وتنعكس سلبا على وظائفك اليومية في العمل أو في المدرسة ، في هذه الحالة قد تواجه مشكلة ، و فيما يلي بعض العلامات الدالة على إدمانك للفايسبوك بشكل غير ملحوظ.
الإفراط في مشاركة الحالة
في الوقت الذي يشعر فيه العديد من مستخدمي الإنترنت بالقلق بشأن مسألة الخصوصية عبر الإنترنت ، من الغريب أن نجد أنه لا يزال هناك عدد منا يشارك طواعية معلومات حول حياته الخاصة على الفايسبوك .
ليس هناك أي سند أقنعك به أن مشاركة جزء من حياتك الشخصية بالفايسبوك أمر خاطئ لأن كل واحد منا تختلف لديه الخصوصية بمسمّها ، ما أتحدث عنه هنا هو فكرة الإفراط في المشاركة .
التحقق من الفايسبوك الخاص بك كلما أمكن ذلك
نقصد به مداومة الإطلاع على آخر الأخبار الخاص بك أو الردود على مشاركاتك في كل مرة سنحت لك الفرصة بذلك ، بشكل تفضل أن يكون أولوية نشاط وقت فراغك هو أن تكون متواجد بالفايسبوك . هل وقعت في ظروف تكون بالخارج للاستمتاع بوقتك مع صديق ، و في كل وهلة تلقي نظرة على حسابك بالفايسبوك و التحقيق من التحديثات بالرغم منك . نتيجة لذلك ، فإنك قد تعاني من تشتيت الإنتباه أثناء الحوار ، و ربما قد تستغرق وقتًا أطول بكثير لإكمال بعض المهام البسيطة ، كما قد يشتكي منك أصدقاؤك أنك لا تولي لهم اهتمامًا كافيًا لما تكون برفقتهم .
التفكير المبالغ فيه لما بعد النشر
هل سبق لك أن قضيت أكثر من خمس عشرة دقيقة من وقتك في التفكير فيما يجب عليك كتابته لتحديث حالتك؟ بعد أن تقرر ما يجب تحديثه ونشره ، هل تتوقع بفارغ الصبر كيف سيستجيب الآخرون له ؟ في بعض الأحيان يخرج الأمر عن نطاق السيطرة عندما تحاول دائمًا التفكير في شيء رائع ، فكاهي ، ترفيهي .. تود نشره كي تقنع الطرف الآخر مدى سعادتك ، و ليس ذلك فحسب ، فبمجرد نشره قد ينتابك شعور بالقلق أثناء انتظار الآخرين للتعليق أو "إبداء الإعجاب" بما نشرته ، ولذا تستمر في التحقق وإعادة التحقق بين فترة و أخرى لمعرفة ما إذا كانت هناك أية إشعارات جديدة .
التغلب على إدمان الفيسبوك
بالنظر إلى علامات وأعراض إدمان شبكة الفايسبوك، أدرك تمام المعرفة أنني لست محصنًا منها بأي حال من الأحوال ، الإفراط في المشاركة؟ التحقق من تحديث الحالة .. ، كلها أمور نقوم بها بشكل منتظما أو لا . من المؤكد أن اطلعت على عددًا من المقالات التي تقدم نصائح حول كيفية التغلب على إدمان الفايسبوك، و معظم تلك المقالات تقدم حلولًا دقيقة خطوة بخطوة حول كيفية معالجة مشكلتك ، نصائح مثل الاعتراف أولاً بأن لديك مشكلة الإدمان ، و تخصيص وقت محدد للتحقق من جديد أخبار الفايسبوك، و إيقاف تشغيل الإشعارات وما إلى ذلك ، و كلها أمور قد تبدو مشروعة ، و مع ذلك قد يكون الأمر أكثر فاعلية إذا تعاملنا مع جذور مشكلة الإدمان من خلال معرفة سبب اعتمادك على الفايسبوك بكثير .
هل هذا لأنك تستخدم الفايسبوك لتجنب التعامل مع بعض الأشياء مثل عملك أو مشاكل شخصية في المنزل ؟ بمجرد أن تعرف المشكلة الأساسية ستكون أكثر ثقة في مرحلة معالجة إدمانك ، أما إذا لم تفسر لإدمانك أي سبب ، فربما يتعلق الأمر بالعادة . جرب الإبتعاد من الفايسبوك لفترة من الوقت و اختبر العالم الغير المتصل مباشرة من خلال اللقاء و التفاعل مع أصدقائك وجهًا لوجه ، هذا هي المرحلة التي يمكن أن يبدأ فيها التغيير .
الكاتب: سليمان المودن
0 تعليقات